مال الزوجة ليس غنيمة باردة

مال الزوجة ليس غنيمة باردة
فضيلة الشيخ عبد العزيز الفوزان.. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أتقدم إليك بشكواي وهي: أنا امرأة مكافحة، تزوجت رجلاً ليس لديه إلا شهادة (ثاني ثانوي) وقفت بجانبه حتى أكمل دراسته ومدتها سبع سنوات، وأنا ابنة خاله وأعمل معلمة. قبل تخرجه بشهرين تزوج امرأة أخرى (يمنية) من مالي عن طريق أمه وأخواته، لكي يضيعوا تعبي، وهو لا يضيع عند الله، تظاهر بأنه طلقها حتى أسدد له الديون التي عليه (أرأيت الإجرام)، رزقت منه بأربع بنات وثلاثة أولاد، آخرهم ولد معاق ، وطول هذه المدة يتجول ويسافر ويسكن الشقق المفروشة مع زوجته اليمنية باسمي، لأنها ليست لها إقامة أو جنسية.
أنكر كل حقوقي، رغم أن لدي ورقة بخط يده وتوقيعه أن لي عنده مبلغاً قدره 300 ألف، والمشايخ أصحابه رحمة به قالوا دعوها 150 ألفاً حتى لا يضيقوا عليه. علماً بأن معاملته سيئة جدا لي بضربه وقذفه وألفاظه السيئة، إضافة إلى إزعاجه لي وإثارة المشكلات في مدرستي. واليوم أخذ أحد أولادي وهو في الصف الرابع ليدرس معه في نفس المدرسة التي يعمل بها مدرساً، ومنذ شهرين لم أره، ويمنعه من محادثتي أو الاتصال بي، ويجبره على ذلك, وأنا قلبي يتقطع عليه، أريد سماع صوته أو محادثته، ومدير مدرسته أيضا يمنعني من الاتصال به، أرجو منك يا شيخ أن تنصحه ليرد إليَّ ولدي أو على الأقل أراه كل أسبوع مرة، وقد أخذه مخافة من الهيئة أو الشرطة ليتستر على زوجته، لأنها غير مقيمة إقامة نظامية في المملكة، ويساعده على ذلك مدير مدرسته وابن أخيه.
جزاكم الله خيراً ساعدوني، أنا الآن أصرف على أولادي وهو لا ينفق عليهم، وابني المعاق عمره تسع سنوات ولم يدرس إلى الآن، ويأخذ أموال الإعاقة التي خصصتها الحكومة لولدي ويصرفها على زوجته، هذا لا يخاف الله ولا يتقيه وليس لديه دين، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قالالدين المعاملة). أرجو مساعدتي.



الجواب
أختي السائلة: أسأل الله برحمته الواسعة أن يرحمك ويربط على قلبك.
لا شك أن حالتك تدعو للتعاطف معك والشعور بمعاناتك. وحين نفكر في مساعدتك فهذا يعني أنه يجب أن نفكر فيما ينفعك وليس فيما يرضيك.
أولاً: اعلمي أن جميع الحلول لن تكون نافذة ونافعة ومؤثرة ما لم ينزل الله فيها البركة والتوفيق، وكل حل لا يرضاه الله أو يخالف السنن الشرعية فهو حل منقطع يستنزف الجهد ولا يأتي بعاقبة حسنة، ونحن بهذا نود منك أن تعزمي من الآن على تجنب نصائح الناس لك التي تحمل انتقاماً أو نحو ذلك، لأنها فقط ستفسد عليك بيتك ولن تعيد لك شيئاً مما ضاع.
1. بالنسبة لزواجه هذا أمر قد تم وانتهى، فدعيه حتى يجني ثمرة هذا الزواج إن خيراً فخير وإن شراً فسيفيق من غفلته إن كان قد تجاوز حدود الله فيك.
2. بالنسبة لغياب ولدك عنك أنت بالخيار إما توسطين من طرفك بعض الحلماء والعقلاء حتى تتفقوا على طريقة لمقابلة ولدك ورؤيته ولا تتجهي لمحاكم القضاء إلا بعد فشل هذه المحاولة وبذل الجهد، حرصاً على كيان بيتك وأسرتك من التفكك.
3. بالنسبة لأموالك ورواتبك فما ذهب احتسبيه عند الله، ولا تمني به حتى لا يضيع عليك الأجر فتخسري ثواب الآخرة. وأما مستقبلاً فاحفظي مالك وكوني صريحة وبأدب في الامتناع من أي مساعدة سابقة، طالما أن هذا يسبب لك المتاعب مستقبلا. وإذا قمت بمساعدة زوجك وهو بهذه الصورة فتكون بنية الأجر فقط، ولا تنتظري منه شكراً ولا جزاء، فأنت تعلمين طبعه مسبقاً.
4. وأنا أقترح أن تحفظي المال تحسباً لأي طارئ مستقبلاً.
5. حسني علاقتك بأهله حتى لو كانوا مؤيدين لزواجه وجميع أفعاله. عليك أن تتجاهلي كل هذا وتحكمي عقلك وتعزمي على كسبهم حتى لو بذلت بعض المال لأن كسبك لأهله يصنع لك حصانة اجتماعية داخل أسرة الزوج. وأنا أتوقع لو كانت علاقتك بأهله قوية وكنت تحاولين كسبهم لا سيما أنك تملكين إمكانات أتوقع أنهم لن يتخلوا عنك.
6.عليك بالدعاء أن يصلح الله شأنك ولا تكثري الشكوى ولا تغتابي زوجك حتى لا يضيع حقك عند الله بسبب كثرة الغيبة.
7.اطلعي على بقية الاستشارات في الموقع ففيها توجيهات تنفعك بإذن الله.
وأخيراً أوجه بنصيحة للأزواج:
وأقول (مال الزوجة ليس غنيمة باردة)..
لست أدري أي لؤم يمتلكه بعض عبيد الدينار حين يطوفون البيوت بحثاً عن زوجة موظفة ويقبلون بها، ورغم أنها قد تكبرهم سناً بكثير وقد تكون متواضعة الجمال. ثم يتم الزواج ويبدأ هذا الزوج حياته على أكتاف زوجته التي تضحي وتمنحه حرية التصرف بوصفه أنه زوجها، وأن كل ما تعطيه فهو من أجل حياتها، ثم بعد مرور سنوات يبدأ هذا الزوج يعيد النظر في جمال الزوجة الذي تنازل عنه وفي سنها الكبيرة وبمساعدة بعض المفسدين وبمشاهدة المذيعات والممثلات يقرر الزوج بكل لؤم أن يستغل تحسن أوضاعه من أجل الزواج بأخرى. وليته يقف عند مجرد الزواج بل يبدأ في الظلم والقهر، ونسي أنه كان في يوم من الأيام يستلم من زوجته المصروف كالأطفال.
ونصيحة للزوجة الموظفة:
(مساعدة الزوج ليست عقد استعباد)..
تظن بعض الزوجات للأسف أن مساعدتها لزوجها تعني أنها أبرمت معه عقد استعباد، بحيث لا ينال من حقوقه الشرعية شيئاً وبالتالي لا تريده أن يخالفها أو يخطئ في حقها، ونسيت أن المساعدة نوع من العون وليست للتعذيب والمنة.
ومن خلال ما يمر من استشارات نجد أن خلاف الزوجة الموظفة مع زوجها إما بسبب:
·سوء استغلال الزوج وقلة أمانته.
·أو بسبب سوء خلق الزوجة بحيث تجهض جميع حسناتها.
·أو بسبب أن الزوجة تهمل بيتها بسبب العمل.
·أو أن الزوجة تمن على الزوج عند أي خلاف فتمحو معروفها تدريجياً.
·أو أن الزوج تزوج رغبة في المال وقبل بالزوجة رغم عدم رضاه التام بها.
بعض الزوجات تربي زوجها على تجاهلها وزهده فيها، وذلك أنها لا تشيع ذكر الله في البيت، وتكثر من المباحات والمباهاة في الأثاث والمظاهر، فيفقد الزوج بساطة ذوقه ويتربى على الدنيا والمظاهر البراقة ونسيان الله والتعلق بالدنيا، فينشط في قلبه حب المصلحة الذاتية، والحياة الزوجية تحتاج إلى الوفاء وليس لصفقة المصالح، والذي عودته زوجته على عدم الوفاء لخالقه لن يفي لأحد من خلقه.

يسسسسلمو

جزاك الله خيرا ..