احلى صحبة عربية
احلى صحبة عربية
احلى صحبة عربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عاشقة الجنة
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
نور الصباح
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
نونا
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
طالبة الجنان
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
princess_55
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
حمامة السلام
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
منمن
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
رمش الغلى
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
تعبت من همى
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
بنت نسيبة
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_rcapتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Voting_barتغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
»  يا اعضا ء الجد د ارجوا منكم مرا سلتي
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالخميس 31 يناير - 23:19 من طرف حبيبــــــــــــــــــته

» ثمان أعجبتني حتي أبكتني !!!!!!!!!
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالإثنين 19 نوفمبر - 3:31 من طرف omgoudgoud

» عالج نفسك بالعسل
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالإثنين 19 نوفمبر - 3:27 من طرف omgoudgoud

» من هو أول شخص لفت أنتباهك في المنتدى
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالإثنين 19 نوفمبر - 3:21 من طرف omgoudgoud

» المعجزة الربانية علاج اكثر من 24 مرض بالماء
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر - 22:24 من طرف omgoudgoud

» بيجامات شتوية
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر - 22:22 من طرف omgoudgoud

» الرمان وفوائدة
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر - 22:17 من طرف omgoudgoud

» خلطه عن تفتيح البشره
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر - 21:41 من طرف omgoudgoud

» عبارت ترحيب بالعضوات الجدد
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر - 21:10 من طرف omgoudgoud

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بدر الزمان
صحبة جديدة
صحبة جديدة



عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 11/01/2010

تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Empty
مُساهمةموضوع: تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته   تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالأربعاء 13 يناير - 4:28

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد...
ففي هذه الورقة الموجزة أطرح قضية تغيير خلق الله وعلاقته بالتجمل والتجميل، وذلك ضمن حلقة نقاش ضوابط وقواعد في اللباس والزينة والتجمل التي ينظمها موقع الفقه الإسلامي.
وتجدر الإشارة إلى أن أصل هذه الورقة بحث الدكتوراه الذي كنت أعددته عن الجراحة التجميلية وطُبع فيما بعد، إلا أنني حاولت صياغته بما يوافق موضوع هذه الحلقة.
وسيجد القارئ أن جل ما ذكرته مرتبط بالجراحة التجميلية؛ وذلك لما يلي:
أ ـ أن أصل الورقة ـ كما تقدم ـ في الجراحة التجميلية، ولم يكن لدي وقت كافٍ لإعداد بحث مستقل في الموضوع.
ب ـ أن الجراحة الطبية تُعد أظهر صور تغيير خلق الله؛ لأنها تؤثر على أعضاء الجسم بشكل مباشر وتغير شكلها إما بالإضافة أو الإزالة أو التعديل وإعادة التشكيل، وكثيراً ما يلجأ الناس (خاصة النساء) لجراحة التجميل بقصد التجميل والظهور بمظهر حسن، أما الوسائل الأخرى فالغالب أنها إجراءات مؤقتة وإضافات منفصلة لا تؤثر في بنية أعضاء الجسم كالتجمل بالمكياج والملابس والعطور وتصفيف الشعر ونحو ذلك.
وستكون الورقة في قسمين: أحدهما في ضبط التغيير المحرم من خلال استعراض النصوص الشرعية ومحاولة استنباط بعض القيود لما يحرم وما يجوز من التغيير.
أما القسم الثاني فهو في تطبيقات ذلك، حيث أشير إلى بعض الإجراءات التجميلية مع بيان حكمها بالنظر إلى تغيير الخلق؛ ولذا فلست معنياً بإبراز سائر العلل والأدلة، وإنما سأنظر إلى حكم الإجراء من خلال علاقته بتغيير الخلق، وقد لا يكون في الإجراء تغيير محرم، ومع ذلك فقد يكون محرماً لوجود علة أخرى للتحريم.
أولاً: ضوابط تغيير خلق الله تعالى

وهذا المحذور من أهم محاذير التجميل المحرَّم، وتمس الحاجة إلى إبرازه وبيانه؛ حيث جاء النص بتحريمه مطلقاً، كما أن بعض صور التجميل عُلِّل تحريمها بما فيها من تغيير خلق الله تعالى؛ لذا سأتناول أبرز النصوص الوارد في هذا الشأن مع بيان معناها فيما يلي :
أ ـ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}[2].
وتُعدُّ هذه الآية من أهم النصوص الواردة في تغيير خلق الله تعالى؛ لذا سأبيِّن المعنى العام لها ولما قبلها من آيات، ثم أوضِّح المراد بتغيير خلق الله على ضوء أقوال المفسِّرين.
المعنى العام للآيات

أخبر الله عزّ وجلّ أنه لا يغفر الشرك الأكبر ويغفر ما دونه لمن يشاء، ثم بيَّن تعالى ضلال المشركين بالله وأنهم يشركون به أصنامهم التي سموها بأسماء الإناث كالعزى ومناة، مع أنهم في الواقع يشركون به الشيطان، فهو الذي زيَّن لهم ذلك، وقد طرده الله تعالى، ثم أخبر عزَّ وجلَّ أن الشيطان أقسم على أمور: أن يتخذ بعض ذرية آدم أولياء له، وأن يضل هؤلاء في العلم والعمل، ويمنِّيهم الأماني الكاذبة التي هي الغرور، وأن يأمرهم بتقطيع آذان الأنعام كما كان أهل الجاهلية يصنعون، وأن يأمرهم بتغيير خلق الله تعالى، ثم ختم الله هذه الآيات بوعد من اتخذ الشيطان ولياً وأطاعه فيما أمر بالخسران الواضح[3].
المراد بتغيير خلق الله

تفاوتت أقوال المفسِّرين ـ من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ـ في معنى قوله تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}، وفيما يلي أعرض لما ذكروه من معانٍ، إذ يُلحظ أن أقوالهم سارت في اتجاهين :
الاتجاه الأول: تفسير تغيير الخلق بالتغيير المعنوي (الباطن)، ومن أشهر الأقوال في هذا الاتجاه :
1ـ تغيير دين الله.
2ـ تغيير فطرة الله.
3ـ أن الله تعالى خلق الشمس والقمر والأحجار والنار وغيرها من المخلوقات ليُعتبر بها ويُنتفع بها، فغيَّرها الكفار بأن جعلوها آلهةً معبودةً.
4ـ تغيير أمر الله.
وهذه الأقوال تؤول إلى قول واحد في المعنى وإن اختلفت ألفاظها.
5ـ تغيير النسب باستلحاق شخص أو نفيه عنه.
الاتجاه الثاني: تفسير تغيير الخلق بالتغيير الحسي (الظاهر)، ومن أشهر الأقوال في هذا الاتجاه :
1ـ الخِصَاء، وبعضهم خصَّ خصاء الدواب.
2ـ الوشم وما يُلحق به من تصنُّع للحسن كالنمص والتفلج والوصل.
3ـ قطع الآذان وفقء الأعين بالنسبة للدواب.
4ـ معاقبة الولاة بعض الجناة بقطع الآذان وسمل العيون وقطع الأنثيين.
5ـ خضاب الشَّيْب بالسواد.
6ـ التَّخَنُّث، وما يُلحق به من تشبه الرجال بالنساء أو العكس[4].
وقد اختلفت مناهج المفسرين في عرض هذه الأقوال، فمنهم من اكتفى بعرضها أو عرض بعضها، ولم يرجِّح، ومنهم من رجَّح أحدها وساق ما يؤيِّد ترجيحه، ومنهم من اختار شمول الآية لكل هذه المعاني.
ويظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الآية وإن كانت إلى التغيير الحسي أقرب بدلالة الحديث الآتي إلا أنها تشمل كلَّ ما ذُكِر من معانٍ؛ حيث إن هذه المعاني لا تعارض بينها، ولا يبعد أن يكون كل واحد منها مقصوداً، فالشيطان تسلَّط على أوليائه وأتباعه وأمرهم بكل ما ذكره المفسِّرون، والواقع يشهد بذلك، فالتغيير يشمل التغيير الحسي والتغيير المعنوي، وهذا ما ذهب إليه جمع من المفسِّرين المتقدمين والمتأخرين[5].
والتغيير الحسي يدخل فيه بعض صور التجميل الجراحي وغير الجراحي التي تشتمل على تغيير خلق الله، والآية تدل على تحريم هذا التغيير؛ ((لأنه مسوق في معرض الذم واتباع تشريع الشيطان))[6]).
ب ـ عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: لَعَنَ اللهُ الواشِمَات والمُسْتَوْشِمَات والنَّامِصَات والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَات للحُسْن المُغَيِّرات خَلْق الله. قال: فَبَلَغَ ذلك امرأةً من بني أَسَدٍ يُقال لها أمُّ يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأَتَتْه، فقالت: ما حديثٌ بَلَغَني عنك أنك لَعَنْتَ الواشِمَات والمُسْتَوْشِمَات والنَّامِصَات والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَات للحُسْن المُغَيِّرات خَلْق الله" ؟ فقال عبد الله: وما لي لا أَلْعَن من لَعَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المُصْحَف فما وجدته، فقال: لئن كنت قَرَأْتِيْه لقد وجدتيه. قال الله عز وجل: {وما آتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}[7]، فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً، فجاءت إليه، فقالت: ما رأيت شيئا، فقال: أما لو كان ذلك لم نُجَامِعْها[8].
ففي هذا الحديث تحريم للوَشْم والنَّمص والتفليج، واللعن دليل على أن هذه الأمور من الكبائر، وقد جاء تعليل هذا اللعن بقوله: (المغيرات خلق الله)، ((وهي صفة لازمة لمن يصنع الوشم والنمص والفلج))[9].
وأما قوله (المتفلجات للحُسْن) ((فمعناه يفعلن ذلك طلباً للحسن، وفيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن، أما لو احتاجت إليه لعلاج أو عيب في السن ونحوه فلا بأس))[10].
ويدل على ذلك إحدى روايات حديث ابن مسعود وفيها: (فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نَهَى عن النَّامِصَة والوَاشِرَة والوَاصَلة والوَاشِمة إلا من داء)[11]، إذ تفيد هذه الرواية أن ((التحريم المذكور إنما هو فيما إذا كان لقصد التحسين لا لداء وعلة، فإنه ليس بمحرم))([12].


ضوابط تغيير خلق الله المحرم

جاء النهي العام عن تغيير خلق الله كما في آية النساء، إلاَّ أن المتأمِّل في بعض أحكام الشريعة ونصوصها يلحظ أن هذا العموم قد دخله التخصيص، حيث أشار بعض الفقهاء وشرَّاح الحديث إلى أن هذا النهي ليس على إطلاقه لما يلي :
أـ ذكر بعض المفسرين أن تغيير الخلق يُستثنى منه بعض الأحكام كوَسْم الغنم في آذانها وإشعار الهدي ووَسْم الإبل والدواب بالنار في أعناقها وأفخاذها[13].
ب ـ ذكر بعض الفقهاء أن هناك تصرفاتٍ جائزةً مع أنها من تغيير خلق الله في الظاهر، ومن ذلك خصال الفطرة كالختان وقص الأظفار، وقص الشعر، وخصاء مباح الأكل من الحيوان وغير ذلك[14]، وهكذا العقوبات الشرعية كالقصاص والحدود.
ج ـ قيد (للحُسْن) في الحديث السابق يدل على أن النهي خاص بما إذا فُعِل طلباً لزيادة الحُسْن في خِلْقةٍ معهودة، فلو فعل لعلاج أو عيب جاز كما سبق، وهذا يدل على أنه ليس كل تغيير محرماً، فقوله (للحسن) ((اللام فيه للتعليل احترازاً عما لو كان للمعالجة ومثلها، وهو يتعلق بالأخير (التفليج)، ويُحتمل أن يكون متنازعاً فيه بين الأفعال المذكورة كلِّها))[15].
وبناءً على ذلك يمكن أن يُقال إن لتغيير الخلق المحرَّم ضوابط :
1 ـ ما جاء في النصوص الشرعية الأمر به أو الإذن فيه فليس من تغيير خلق الله المحرم وإن كان فيه تغيير للخِلْقة في الظاهر، كخصال الفطرة وإشعار الهدي ووسم الحيوان.
2 ـ ارتكاب ما ظاهره تغيير خلق الله في خِلْقة مشوَّهة غير معهودة لقصد العلاج أو إصلاح العيب جائز، ويدل على ذلك قيد (للحُسْن) في الحديث السابق ورواية (إلا من داء ـ من غير داء)، ومن ذلك الجراحات التجميلية التي يُقصد منها العلاج وإزالة العيب؛ إذ المقصود العلاج لإزالة الضرر، والتجميل جاء تبعاً[16].
3 ـ يحرم ما فيه تغيير لخلق الله إذا كان ذلك لمجرَّد الحصول على زيادة حُسْن كما يدل عليه الحديث السابق،وذلك كما في بعض صور جراحة التجميل التحسينية[17].
4ـ إذا كان العضو مشوَّهاً، فإن الجراحة لإعادته إلى خِلْقته المعهودة أو قريب منها لا يندرج ضمن تغيير الخلق المحرَّم، إذ المقصود هنا إعادته إلى الخِلْقة لا إزالتها وتغييرها[18].
5ـ ذكر بعض العلماء أن التغيير المحرَّم ما كان باقياً على الجسم كالوشم والتفليج ونحوهما مما جاء ذكره فيما سبق من نصوص، أما ما لا يبقى كالكحل والحناء ونحوهما فإن النهي لا يتناولهما، وقد أجازهما غير واحد من العلماء[19]، ومثل ذلك بعض الإجراءات التجميلية التي لا يطول أثرها كاستعمال الكريمات والتقشير الكيميائي السطحي ونحوهما.
6ـ تشتمل بعض وسائل الزينة والتجميل على إضافة بعض الأجزاء للجسم كقطعة الصوف تحت الشعر والعدسات اللاصقة ونحوها من الإضافات، وهذه ليست داخلة في بنية العضو، كما أنها توضع ثم تُزال بعد انتهاء الغرض منها، فليست تغييرات دائمة؛ لذا فقد لا تكون من تغيير خلق الله.
ومن خلال ما سبق يمكن صياغة الضابط العام للتغيير المحرم على النحو التالي: ((إحداث تغيير دائم في خِلْقةٍ معهودةٍ)).
وفيما يلي بيان أبرز قيود هذا الضابط :
((تغيير)): هذا التغيير إما أن يكون بإضافة كالحقن التجميلي والترقيع ونحوهما، وإما أن يكون بإزالة بعض أنسجة الجسم كشفط الدهون، وإما أن يكون بتعديل مظهر بعض الأعضاء بتكبيرها أو تصغيرها أو شدّها.
((دائم)): المراد أن أثره يمكث مدّة طويلةً كالأشهر أوالسنوات، ولا يلزم أن يدوم مدى الحياة، وهذا قيد يخرج التغيير المؤقَّت الذي لا يدوم أثره أكثر من عدّة أيام.
((خِلْقةٍ معهودةٍ)): أي الخِلْقة المعتادة التي جرت السنة الكونية بمثلها، فالمعتاد مثلاً في كبار السن وجود التجاعيد في وجوههم، أما الصغار فإن وجودها بشكل مشوَّه يُعد خِلْقةً غير معتادة ولا معهودة، وتقييد التغيير بحدوثه في الخلقة (العضو) يعني أن التغيير يظهر على العضو، وليس بإضافة شيء خارجي إليه.
وهذا القيد (خِلْقة معهودة) يتناول التغيير لعدّة دوافع :
1ـ تغيير الخلقة المعهودة لطلب زيادة الحسن كالوشم والنمص والتفليج وما يُلحق بها من الجراحات التجميلية التي تُجرى لخِلقة معتادة في عرف أوساط الناس.
وهذا أشهر دوافع التغيير المحرم للخِلْقة كما سيتبين في الأبواب القادمة.
2ـ تغييرها للتعذيب كفقء الأعين وقطع الآذان ونحو ذلك.
3ـ تغييرها للتنكّر والفرار من الجهات الأمنية.
ويخرج بهذا القيد تغيير الخِلْقة غير المعهودة كما في علاج الأمراض والإصابات والتشوّهات والعيوب الخَلْقية أو الطارئة التي ينشأ عنها ضرر حسي أو نفسي، كما أنه لا يتناول التغيير المأذون فيه شرعاً كالختان وإقامة العقوبات الشرعية.


اعتبار الضرر النفسي[20]

عندما جاء الشرع بدفع الضرر، لم يكن ذلك قاصراً على الضرر الحسي، بل يشمل ذلك الضرر النفسي أيضاً، وقد يتسبب تشوُّه الجسم في حصول هذا الضرر، وهذا مسوِّغ لإزالة هذا التشوه وتجميل الجسم بأي وسيلة جائزة، ويتَّضح ذلك من خلال ما يلي:
أ ـ ما جاء في حديث عَرْفَجَة بن أَسْعَد[21] ـ رضي الله عنه ـ قال: "قُطِعَت أَنْفي يوم الكُلاَب في الجاهليّة، فاتَّخَذْتُ أَنْفاً من وَرِق، فأنْتَن عليَّ، فأَمَرَني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أَتّخِذَ أَنْفاً من ذَهَب"[22].
ومن المتعارف عليه عند الأطباء أن الجزء الظاهر من الأنف مهمته جمالية تحسينية بدرجة أساسية[23]، ولو ذهب هذا الجزء لبقيت وظيفة الأنف، فأَمْره باتخاذ أنف صناعي لم يكن لناحية وظيفية، وإنما لما يسببه ذهاب الأنف من ضرر نفسي بسبب ما حدث في وجهه من تشوه، إذ يظهر من الحديث ((أن النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتبر تشويه الأنف شيئاً غير مرغوب فيه؛ لأنه يؤثِّر على الشكل العام للوجه، وإزالة هذا النوع من التشوه من الضرورات اللازمة حرصاً على النفس البشرية التي تتأذى وتتضرر من المنظر القبيح))[24].
وقد نصَّ بعض الفقهاء على مراعاة الجانب التجميلي في الأنف ونحوه من الأعضاء الظاهرة، ومن ذلك قول المَرْغِيْنَاني (ت593هـ)[25] في معرض تعليل وجوب الدية في قطع الأنف: ((في الأنف الدية؛ لأنه أزال الجمال على الكمال، وهو مقصود))[26].
ومما يدل على أهمية هذا الجانب أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمره باتخاذ أنف من الذهب، مع أن الأصل حرمة تجمُّل الرجال به بالإجماع[27]، إلا أنه أجاز له استعمال الذهب لحالة الضرورة، وهي ضرورة ترجع إلى الناحية الجمالية، وتأثيرها على الجانب النفسي، والله أعلم.
ب ـ أن الفقهاء نصوا في مسائل فقهية كثيرة على مراعاة الجانب التجميلي للإنسان، وعدوا ما يسبِّب الشَّيْن والتشوه الظاهر من الضرر الذي يبيح الترخص، وهذا يعود إلى تأثير التشوه على الناحية النفسية للإنسان، فالشين يسبِّب ضرراً نفسياً لا حسياً. ومن المسائل التي نص فيها الفقهاء على ذلك :
1ـ أجاز بعض الفقهاء التيمُّم إذا خشي باستعمال الماء حصول شَيْنٍ فاحش في عضو ظاهر، وجعلوا ذلك كخوف المرض أو بطء البرء في إباحة التيمم[28].
2ـ إيجاب الضمان بالجناية التي ينشأ عنها شين ظاهر وتشوه ملحوظ خاصة في الوجه. قال المَرْغِيْنَاني: ((والأصل في الأطراف أنه إذا فوت جنس المنفعة على الكمال، أو أزال جمالا مقصودا في الآدمي على الكمال يجب كل الدية))[29]، وجماهير الفقهاء على اعتبار الشين في إيجاب الضمان[30].
3ـ أجاز بعض الفقهاء للمضطر الأكل مما حرم أكله كالميتة إذا خاف حصول شين فاحش في عضو ظاهر[31].
4ـ أجاز بعض الفقهاء قطع السِّلْعة[32])؛ لأن ذلك من التجمل وإزالة الشين[33].
ج ـ أن بعض الإجراءات الطبية التي صدر بشأن جوازها عدد من الفتاوى والقرارات المجمعية هي إجراءات تهدف إلى إزالة الحرج النفسي خاصة فيما يتعلق بجراحة التجميل، ومن ذلك ما جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بشأن الانتفاع بالأعضاء: ((أولاً: يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقَّع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتِّب عليها، وبشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود، أو لإعادة شكله، أو وظيفته المعهودة له، أو لإصلاح عيب، أو إزالة دمامةٍ تسبب للشخص أذىً نفسياً أو عضوياً))[34].
ومن المقرَّر أن الصحة لها جانبان: عضوي ونفسي، فإذا اختل أحدهما فإن ذلك يعني اعتلال الصحة، فالمرض إما أن يكون حسياً أو نفسياً؛ ولذا عرَّف بعض الباحثين الطب بأنه ((علاج الجسم والنفس))[35]، كما قسَّم بعضهم الضرر في مجال المسؤولية الطبية إلى نوعين :
أ ـ الضرر الحسي (المادي)، وهو إلحاق مفسدة مادية بالنفس أو الأطراف أو المنافع.
ب ـ الضرر المعنوي (الأدبي)، وهو ما يمس الجانب النفسي في الشخص، وله أمثلة منها ما يتعلق بالتشوه وتفويت الجمال[36].
وإذا كان الضرر النفسي معتبراً في الشرع، فينبغي أن يُؤخذ ذلك بعين الاعتبار عند دراسة أحكام الزينة التجميل، فقد لا يكون في بعض العاهات أو التشوهات ضرر عضوي على المريض، لكنه يعاني منها من الناحية النفسية، لدرجة أن بعضهم قد يلجأ إلى الانطواء والبعد من التجمعات والإخلال ببعض الواجبات، بل أفضى ببعضهم ـ كما نقلت بعض الصحف ـ إلى الانتحار[37]، ولما كان الضرر في الشرع يُزال إذا وقع، فإن إجراء بعض الإجراءات التجميلية يُعد من إزالة الضرر النفسي الذي يلحق المريض بسبب التشوهات التي تجعله محط أنظار الناس وربما مثار سخريتهم وتندرهم.
لكن ذلك لا يعني فتح الباب لكل تغيير جراحي ما لم يكن لذلك مسوِّغ ظاهر؛ إذ إن بعض الناس (خاصة من النساء) لديه هَوَس بالتجمُّل لدرجة الحساسية من كل تغير يسير في ظاهر الجِلْد، فالمعتبر في ذلك عُرف أوساط الناس، مع الأخذ بنصيحة الأطباء خاصة في المجال النفسي بما لا يخالف النصوص والقواعد الشرعية التي سبقت الإشارة إليها.
ويجب في هذا المقام البدء بتذكير من يدّعي الضرر النفسي بالصبر واحتساب الأجر من الله تعالى والرضا بقضاء الله وقدره، وأن لله تعالى حكمةً في تفاوت الناس في الخِلْقة، وأن ذلك من دلائل ربوبية الله وتفردّه بالخَلْق والتصوير[38].
وما يدّعيه بعض طالبي إجراءات (جراحات) التجميل قد يكون مجرّد أوهام ووساوس لا مستند لها من الناحية الطبية والاجتماعية، ((والحق أن علاج هذه الأوهام والوساوس إنما هو بغرس الإيمان في القلوب وزرع الرضا عن الله تعالى فيما قَسَمه من الجمال والصورة، والمظاهر ليست هي الوسيلة لبلوغ الأهداف والغايات النبيلة، وإنما يُدْرك ذلك بتوفيق الله تعالى ثم بالتزام شرعه والتخلُّق بالآداب ومكارم الأخلاق))[39].
وقد جاء في بعض الموسوعات الطبية: ((ومع تحسُّن المنظر بعد عمليات التجميل وما يتبع ذلك من تحسين حالة المريض المعنوية؛ فعمليات التجميل لا تغيّر من شخصيته تغييراً ملحوظاً، وإن العجز عن بلوغ هدف معيَّن في الحياة لا يتوقَّف كثيراً على مظهر الشخص، فالمشكلة في ذلك أعمق كثيراً مما يبدو من ظواهر هذه الأمور، وعلى هذا فعمليات التجميل الاختيارية (التحسينية) غير محقّقة النتائج، ومن الخير ترك الإغراق في إجرائها أو المبالغة في التنبّؤ بنتائجها))[40].
ومن خلال ما سبق يتبيَّن أن دعوى الضرر النفسي ينبغي التحقّق منها وعدم الانسياق وراء كل وهم أو خوف من تشوّه غير ظاهر في عُرْف أوساط الناس، فإذا تحقق الطبيب من جدية طالب الجراحة بعد دراسة حالته المعنوية ومدى تأثّره بمظهره، يمكن حينئذٍ اعتبار هذا الضرر النفسي وإنزاله منزلة الضرر الحسي في مشروعية علاجه بالجراحة لأن (الضرر يُزال).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته   تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته I_icon_minitimeالجمعة 30 يوليو - 18:17

جزاكي الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احلى صحبة عربية :: المنتديات الدينية :: قسم الحديث الشريف و الفتاوى الشرعية-
انتقل الى: