السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فضيلة الشيخ عبد العزيز حفظك الله.. أنا فتاة عمري 30 سنة، أصبت بمرض سرطان الدم قبل 12 سنة تقريباً، والحمد لله عالجت وشفيت منه تماماً، ولكن بقيت لدي مشكلة العقم التي سببها لي العلاج الكيماوي، والحمد لله على كل حال تزوجت من قرابة 8 سنوات من رجل يكبرني بأكثر من عشر سنوات، ولديه أبناء ومطلق زوجته، وقبل الزواج وعدني أمام والدي أنه سوف نسكن مع أولاده، ولكن بشقتين مفصولتين وبينهما مطبخ مشترك وغرفة للاجتماع بهم في بعض الأوقات كما قال، وأنه لا دخل لي بهم تماما ولا بمشاكلهم، ولكن للأسف بعد الزواج بفترة بسيطة ذهبت كل هذه الوعود، وإذا ذكرته بها قال إذا لم يعجبك وضعنا اذهبي لبيت أهلك، فما زلنا في بداية المشوار، ولكني أتذكر كلام والدتي حفظها الله أنه لابد من تحمل مشاكل الحياة، وقلت هذه حياتي التي كتبها الله لي فلابد من تحملها، وبقيت معه قرابة ثلاث سنوات ونصف السنة. ومرة دخل البيت وكنت تعبة بعض الشيء طلبت منه إحضار الغداء من المطبخ فوافق مباشرة ودخل المطبخ ولم يجده نظيفاً، لأنه مشترك ولا أستطيع السيطرة على أولاده فهم كبار في السن ثم دخل عليَّ في غرفة النوم وقال أنت امرأة مريضة ولا يصلح لك سوى بيت أهلك، استعدي سوف آخذك لهم والحياة بيننا انتهت، فزعت من نومي وسألته: ما السبب وكرر عليَّ السبب نفسه، حاولت معه بكل السبل ولكن دون جدوى، وبعد صلاة المغرب تقريباً جهزت بعض ملابسي وأخذني لأهلي، ولكن الغريب في الأمر أنه وأنا أنزل ببيت أهلي يبكي ويقول: سوف أفتقدك، وأنك امرأة جيدة، ويعلم الله إنني لم أقصر معه في أي شيء يطلبه أو يحتاجه، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وبعدها تركني معلقة ببيت أهلي لمدة شهر ونصف الشهر حتى اتصل به أحد إخوتي وطلب منه ورقتي، ولكنه لم يطلقني في نفس اليوم الذي أحضرني فيه إلى أهلي، بل من لحظة اتصال أخي عليه، واتصل على أخي وقال له اذهب إلى المحكمة لاستلامها ولم يحضرها إلى البيت، ولم يقدر حتى سن والدي..
والحمد لله بعد انتهاء العدة بأيام تقدم لخطبتي رجل على دين وخلق، كما ذكر ذلك أقرباؤه، وكانت على ذمته زوجة وأبناء ووافقت عليه وتم زواجنا، ولكنه طلب مني في بداية الأمر أن يكون زواجنا سرياً فقط أهلي وأقاربي يعلمون به، أما أهله وأقرباؤه لا يعلمون بشيء، وبرر ذلك بأنه سوف يبلغ زوجته في الوقت المناسب، وأنك بعد فترة بسيطة سوف تختلطين بأهلي وأقاربي، فوافقت وصدقت كلامه، وبعد زواجنا بثلاثة أشهر تقريباً بلَّغ زوجته وأصبحت لي ليلة، وكانت حياتنا جيدة، وبعد أقل من ثلاث سنوات بدأ يتغير عليَّ، ولا أعلم ما سبب ذلك، سألته أكثر من مرة: ما بك، فيقول لا شيء، وبعدها بأشهر تركني لوحدي في البيت وذهب ولا يرد على جواله ولا يسأل عني أبدا، وأرسلت له رسالة أسأله قال اتركيني لأسبوع لعلي أرتاح، أنا أتعب كثيراً إذا حضرت للمنزل فوافقت ولم أبلغ أهلي بشيء، لعل الأمور تصلح وينتهي كل شيء، فازدادت المدة وبلغت والدي بذلك، وسألته ماذا أفعل، فقال لي تعالي بيتنا، وحاول يتصل به ولم يكن يرد عليه، فذهب له في ببيته ولم يخرج لهم، فتضايق والدي جدا من تصرفه وعدم احترامه له، ثم اتصل به أخي فرد عليه وقال له إنني أشعر بتعب إذا حضرت للمنزل وإرهاق ولكني سأحاول بالقراءة لعل الله ييسر أمرنا، واستمر هذا الوضع قرابة السنة وأنا معلقة، وبعدها أرسل لي رسالة جوال أنه يعتذر عن انتظاري له وأن الاستمرار لي بصالحنا وأسأل لله أن يبدلك خيراً مني ولم يذكر كلمة طلاق أبدا، فاتصلت عليه ، وقلت له الوضع هل انتهى كل شيء؟ قال إذا انتهت العدة وأنا لم أرجعك فقد انتهى كل شيء، وانتظرت ثلاثة أشهر وانتهت العدة وقال إنه لا يود إرجاعي ولكنه لم يحضر ورقتي، ومللت من انتظاره، وكان أخوه شيخاً فاتصلت عليه وطلبت منه حل لوضع أخيه الذي لا يرد على رقم من العائلة ويتهرب منهم، قال سوف أحاول التفاهم معه مع أنه لم يخبر أي أحد منا بأي شيء وكل من سأله يقول سوف تأتي قريبا، ثم اتصل بي وقال اتصلي به قلت له لا يرد عليَّ قال أرسلي له رسالة اطلبي منه الاتصال بك، وبالفعل أرسلت له وقال سوف أحاول واتصل بي بالفعل بعدها بأسبوع تقريبا وقال إنه سوف يستخير وأن وضعه تغير عن السابق بحيث أصبح له دوامان صباحي ومسائي، فقلت له لا بأس بذلك، قال اتركيني استخير لمدة أسبوع وبعدها أرد عليك، وهذا الكلام بعد انتهاء العدة بشهر تقريبا وقال إنه سوف يرجع إن شاء الله، ولكن والده متعب قليلا وبعد شفائه سيأتي لوالدي، وبالفعل حضر وقابل والدي وقال له إنه يود إرجاعي ورجعنا دون مهر، وكأن شيئاً لم يكن حتى لم يعطني أي اهتمام بأنه قد تركني أكثر من سنة معلقة وتحملت ذلك يتركني بالشهر وأكثر لا يقربني بالفراش، وبعد رجوعنا بعدة شهور تركني مرة أخرى ولم يبلغني بأي شيء، جاءني نهار الخميس وخرج من البيت، وبعدها لا يرد ولا يسأل أبدا عني إلى يوم الأحد، وفي صباح يوم الأحد أرسل رسالة يقول فيها: الحقيقة وضعنا لا يسر والاستمرار ليس بصالحي ولا صالحك وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وقال وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته، فاتصلت به مباشرة فأرسل وقال لا أستطيع الرد، فقلت له يعني هل بدأت عدتي من اليوم، قال نعم، قلت له أريد ورقتي اليوم قال ورقتك تحتاج وقتاً وأنا على علم تام أنها لا تأخذ وقتاً، وقلت له يحللني وقال أنت لم تقصري بشيء، ولكني للأسف عانيت الكثير منه وأحرجني أمام أهلي كثيرا ولي الآن أكثر من شهرين في العدة ولم يكلف نفسه الاتصال بوالدي أو بأي أحد من أقاربي ولم يحضر ورقتي، تعبت كثيرا منه ولا أعرف ماذا أفعل!!
الجواب
ما يفعله معك هذا الزوج من التعليق والهجر - كما ذكرت - هو من الظلم، والذي يظهر أنه لا يملك قدرة على قيادة مشاعره، فهو يحمل شعوراً بالندم على زواجه منك، ويحمل أيضا شعوراً بالندم على ما يتسبب فيه لك من عناء، وهذا ما يجعله مضطرباً.
عموما على أهلك الاهتمام بوضعك لاستلام صك الطلاق. ولا داعي لكثرة المداولات.
أما بالنسبة لزواجك فربما يأتيك خطاب آخرون كوني واضحة في شروطك، لا تقبلي بزواج دون معرفة كاملة بشخصية الرجل وجديته في غالب حياته، ولا تقبلي بالزواج السري مطلقاً، حتى لو مؤقتاً، لأن أغلب الأزواج الذين يريدون الزواج سراً ليس لديهم التزام بالمسؤوليات. ولعل عدم إنجابك يجعل البعض يقدم على الزواج من دون خوف من تبعات الطلاق، فليس هناك أطفال يخشى عليهم..
عليك ألا تعلقي نفسك كثيراً بزواج سريع، واجتهدي في طلب التوفيق من الله،وانتظري حتى يختار الله لك من يكون في حياتك معه الفرج.
أتمنى أن تراجعي بقية الاستشارات في الموقع، ففيها إرشادات حول التعامل مع البلاء وكيفية التعايش مع المحن. وهنيئاً لك صبرك على هذه الامتحانات من رب العالمين، فجميع الزوجات اللاتي تزوجن وأنجبن ولم يتطلقن سيتمنين أنهن كن مثلك، حين يمن الله عليك بعاقبة الصبر، وهذا ثابت شرعاً إن أهل الموقف يوم القيامة يتمنون لو قرضوا بالمقايض لما يرون من أجر الصابرين. فهناك في الجنة وفي الجنة فقط تنتهي معاناة المؤمنين. تعلمي كيف تعظم الآخرة في قلبك ليهون عليك ما فاتك من الدنيا. واتصلي بربك وتعلمي كيف تعظمين خالقك وتناجينه ليهون عليك كل من في الأرض.
وبالنسبة لهذا الرجل، الله أعلم بشأنه، دعيه لله فهو أعدل من حكم.