عاشقة الجنة _
عدد المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 18/01/2010 الجنسية : مصرية
| موضوع: المناظرة التي كانت سببا في رفع محنة خلق القرآن الأربعاء 5 مايو - 18:45 | |
| كان الخليفة الواثق قائما على بدعته في إلزام الناس بخلق القرآن ، مشددا على الخاصة والعامة الامتحان ، حتى حدثت مناظرة في مجلسه ، وكان معه ولاة أمره وجنده ، هذه المناظرة بين عالم من علماء السنة ، وبين قاضي قضاة البدعة ، أحمد بن أبي دؤاد ، يقال إنها كانت سببا في رفع المحنة ، وهي بحق قاعدة هامة في رد البدعة وإفحام المبتدع . أدخل الشيخ أبو عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الأُزدي على الواثق أمير المؤمنين ، وهو مقيد بالسلاسل ، وهو شيخ شامي ، وقد أمر قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد باعتقاله لأنه كان يقول بقول الإمام أحمد في إثبات صفة الكلام لله تعالى ، فسلم غير هائب ، ودعا فأوجز ، فقال الواثق : ناظر أحمد بن أبي دؤاد ، فقال الشيخ الأزدي : يا أمير المؤمنين هذا لا يقوي على المناظرة ، فغضب الواثق لإهانته قاضي القضاة ، وقال : أبو عبد الله يصغر ويضعف عند مناظرتك ؟! فقال : هوّن عليك يا أمير المؤمنين ، أتأذن لي في كلامه ؟ فقال الواثق : قد أذنت لك ، ثم التفت إلي ابن أبي دؤاد وقال له : خبرني يا بن أبي دؤاد ، أمقالتك تلك يقصد الشيخ بدعة القول بخلق القرآن ، واجبة في أصول الدين فلا يكون كاملا إلا بما قلت ؟ قال ابن أبي دؤاد : نعم قال الشيخ : هل ستر الرسول شيئا مما أمر الله به المسلمين في أمر دينهم ؟ قال ابن أبي دؤاد : لا ، قال الشيخ : أفدعا إلي مقالتك هذه ؟ فسكت بنُ أبي دؤاد ، قال الشيخ للواثق : يا أمير المؤمنين هذه واحدة ، قال الشيخ : يا ابن أبي دؤاد أخبرني عن الله تعالى حين أنزل ( اليَوْمَ أَكْمَلتُ لكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَليْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكُمْ الإِسْلامَ دِينَا ) (المائدة/3) ، فقلت أنت : الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن ، فهل كان الله تعالى الصادق في إكمال دينه أو أنت الصادق في نقصانه ؟ فسكت بن أبي دؤاد ، قال الشيخ للواثق : يا أمير المؤمنين ثنتان . قال الشيخ : يا أحمد مقالتك هذه علمها رسول الله أم جهلها ؟ قال علمها ، قال الشيخ : أفدعا الناس إليها ؟ فسكت بن أبي دؤاد ، قال الشيخ : يا أمير المؤمنين ثلاث ، ثم قال خبرني يا أحمد ، لمّا علم رسول الله صلي الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها ، هل وسعه أن أمسك عنها أم لا ؟ قال أحمد : علمها وسكت عنها ، قال الشيخ : وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رحمة الله عليهم ؟ قال : نعم ، قال الشيخ : أفوسع رسول الله أن علمها وأمسك عنها كما زعمت ولم يطالب بها أمته ؟ قال : نعم ، فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الخليفة يقول : يا أمير المؤمنين إن لم يسعه ما وسع رسول الله السكوت عنه ، فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله أن يسكت عنه ، قال الواثق : نعم ، لا وسع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله أن يسكت عنه ، فبكي وأمر بحل قيوده ، فجاذب الشيخ الحداد على القيود يود لو يحتفظ بها ، قال الواثق : ولم ؟ قال الشيخ : نويت أن تجعل بيني وبين كفني لأخاصم بها هذا الظالم يوم القيامة ، وبكي الشيخ ، وبكي الواثق ، وبكي الحاضرون ، قال الواثق : اجعلني في حل ، قال الشيخ : جعلتك لقرابتك من رسول الله ، قال الواثق : تقيم معنا ، قال الشيخ : ردك إياي إلي الموضع الذي أخذني منه هذا الظالم أجدي عليك وأنفع لي ..ثم قام وخرج . وبعد هذه المناظرة بيت الولاة النية على رفع المحنة عن العباد ، فلما تولي المتوكل الخلافة سنة 232هـ انتصر لأهل السنة ، فكان من أفضل خلفاء بني العباس ، لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون ، فإنهم أساءوا إلي أهل السنة ، وقربوا أهل البدعة والضلالة ، من المعتزلة وغيرهم ، وقد ظهر انتقام الله وعدله في الظالمين ، ومنتُه وفضله على المؤمنين ، وقد استبشر الناس بولايته ، فإنه كان محبا للسنة وأهلها ، ورفع المحنة عن الناس ، وكتب إلي الآفاق ، لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن . [center]منقول [/size] | |
|